أعربت مصادر سياسية رفيعة، عبر "النشرة" عن إستغرابها لـ"الحرص المستجد الذي أبداه رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع على حسن تنفيذ المبادرة الفرنسية وعلى ولادة حكومة مصطفى أديب، وهو الذي سبق ان غرّد وحيدا في رفض المبادرة واستطرادا في رفض تسمية أديب".
ولفتت المصادر الى أن "القوات أظهرت نفسها قبل اسبوعين على طرف نقيض من الاجماع اللبناني الداعم للمبادرة الفرنسية، وذهبت حد اعلان رفضها "التسويات الداخلية والخارجية على حساب الشعب اللبناني" وفق ما جاء الى لسان النائب جورج عدوان، فيما سبق للنائب فادي سعد أن عدّ قرار عدم تسمية أديب بنوع من "التمرد" على الآلية التي أدت لاعتماده والتي لا ترتقي لمستوى الأحداث في لبنان، مشدداً على أنه "ليس هكذا يتم اختيار رؤساء حكومة، خصوصا أنه كما بات واضحاً سيتحكم به كل من حزب الله والتيار الوطني الحر، فهما بالموافقة عليه أسقطا عصفورين بحجر واحد؛ إذ سمّيا شخصية يقدران على التحكم بها وفي الوقت نفسه خففا الضغوط الخارجية عنهما بالسير بالمبادرة الفرنسية". كما انتقد سعد ما سماه التحالف الرباعي الجديد في اشارة الى المستقبل والحزب الاشتراكي والثنائي الشيعي".
ورأت المصادر ان "كلام جعجع الاخير هو في حد ذاته انقلاب على كل المقاربة الحكومية التي وضع ونظّر لها في الاسبوعين الاخيرين والتي اوحى انها تقوم على اسس سيادية رافضة للتدخل الفرنسي، لكنه عاد واستدرك إما لأنه لمس امكان نجاح المبادرة المذكورة وإما لان اشارة ما وصلته من وراء البحار جعلته ينقلب على موقفه الاساسي، وهو أمر بات مألوفا في سلوك جعجع، ربما لان مواقفه قائمة على قراءات ورهانات خارجية أكثر منها مقاربة داخلية موضوعية"، ودائما حسب المصادر.
تجدر الإشارة الى أن جعجع، كان قد إعتبر في تصريح عبر وساسل التواصل الإجتماعي أن "ما يحصل في موضوع تشكيل الحكومة هو مهزلة حقيقية. بعدما أعطى جميع الفرقاء السياسيين كلمتهم بتسهيل تشكيل حكومة جديدة على أسس مختلفة، حكومة انقاذ تعمل على لملمة الأوضاع بالبلاد بأسرع ما يمكن، وإعادة الحياة للدورة الاقتصادية بالحد الأدنى، عدنا لنسمع عند الوصول لنقطة تشكيل هكذا حكومة بالنظريات التي كانت قد أدت أصلاً لخراب البلاد من قبيل ان الكتل النيابية لن تعطي الثقة للحكومة إذا لم تتم استشارتها في أسماء أعضائها وتوزيع الحقائب عليهم، وهذا ما كان يحصل في السنوات الـ15 الأخيرة والذي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه".
ورأى أن "المبادرة الفرنسية هي محاولة كبيرة وجدية لإنقاذ لبنان، وإحباطها ومحاولة إنهائها بهذا الشكل هي جريمة. يوماً بعد يوم يتأكد ألا أمل يرجى بوجود هذه المجموعة الحاكمة"، مشددا على أنه "لن ينقذ البلاد إلا انتخابات نيابية مبكرة سريعاً للوصول إلى أكثرية نيابية جديدة ومجموعة حاكمة جديدة".